الحکمة 28 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)
الحکمة 28:
تسارع الأجل
و قال علیه السلام: إِذَا كُنْتَ فِي إِدْبَارٍ وَ الْمَوْتُ فِي إِقْبَالٍ، فَمَا أَسْرَعَ الْمُلْتَقَى.
الکلمات الرئیسیة
إدبار: أدبَرَ یُدبِرُ إدباراً ـ عکس إقبال ـ مضی و ذهب و ولّی
إقبال: أقبَلَ یُقبِلُ إقبالآً ـ عکس إدبار ـ قَدِمَ و أتی
الملتقی: مکان اللقاء و المقابلة/وقت اللقاء و المقابلة
زبدة الحکمة
یعظ الإمام علي علیه السلام الإنسان في هذه الحکمة و یحذره أن کل لحظة تمر علیه، فهاهو سائر إلی لقاء الموت، و الحال أنّ العمر یمرّ بسرعة، فکم الموت قریب!
الملاحظات:
عندما یولد الإنسان و تبدأ حیاته، فإنه في الحقیقة یبدأ رحلته و حرکته إلی الموت و کل لحظة یقضیها، فکأنه قد ودع تلک اللحظة التي قد مضت و یسیر إلی اللحظات التالیة؛ حتی یلاقي الموت.
إذن، فالإنسان مدبر للدنیا و مقبل للموت و للآخرة من لحظة ولادته، و یخطو خطواته إلی مأواه الدائمي یعني الآخرة، بأنفاسه و لحظاته و ساعاته و أیامه و لیالیه، بسرعة و من دون إستراحة.
الرسائل:
- إنّ إنذار الإمام علیه السلام، یوقظنا من نوم الغفلة؛ لکي نعلم أنّ العیش في إدبار و الموت في إقبال. سئل جبرائیل من نوح علیه السلام الذي قد عاش 2500 عاما فقال له: يا أطوَلَ الأنبياءِ عُمراً ، كيفَ وَجَدتَ الدنيا؟ قال : كَدارٍ لَها بابانِ دَخَلتُ مِن أحَدِهما و خَرَجتُ مِنَ الآخَرِ. لذا، ینبغي أن لا ننشغل بالدنیا بطریقة کأن الحیاة الدنیا أبدیة و بالتالي سنذهب للقاء الموت من دون زاد و بأید خالیة.
- یجب علی الإنسان أن یعیش بطریقة حیث یکون مهیأً في أي لحظة للذهاب من هذه الدنیا لأنه یسیر إلی الموت و الموت سائر إلیه بسرعة أیضا و هو لا یدري متی یحین وقت اللقاء.
اللطائف:
قال أحد الأمراء لشخص قد عمر 200 سنة: أطلب مني شیئا! قال: أرجع لي عمري الذي قد مضی و أبعد عني أجلي الآتي! قال الأمیر في الجواب: لا أملک القدرة علی ما تطلبه. قال الرجل: إذن لا أریدک و لا أرید منک شیئا.
التقییم الذاتي:
- متی یبدأ الإنسان سیره إلی الموت؟
- لماذا یجب علینا أن نکون مستعدین دائماً و في کل لحظة للذهاب من هذه الدنیا؟