مؤسسة القرآن و نهج البلاغة

Quran and Nahj al_Balaghah Institute

الحکمة 10 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)

الحکمة 10
اشتراک گذاری در telegram
اشتراک گذاری در whatsapp
اشتراک گذاری در print

الحکمة 10 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)

 

 

الحکمة 10

قال أمیر المؤمنین علي علیه السلام: إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ، فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ.

 

 

 

 

الکلمات الرئیسیة:

قَدَرتَ: قَدِرَ علی عدوّه أي تَمَکَّنَ منه و قَوِيَ عَلیه

فَاجعَل: جَعَلَ، یَجعَلُ

 

 

 

 

زبدة الحکمة العاشرة

لکل نعمة، شکر خاص؛ شکر القدرة و الظفر، هو العفو عن الضعفاء و مسامحتهم. مثل عفو یوسف ع عن ذنب إخوانه الذین ألقوه في البئر و بلوه بالإبتعاد عن أبیه و أهله لسنین. العفو عند القدرة، لیست شکرا للظفر و حمدا علی نعمة الإنتصار علی العدوّ فحسب، بل تمهد الطریق للصداقة مع الأعداء المهزومین.

 

 

 

 

الملاحظات:

1.  الشکر لیس الشکر اللسانيّ فقط، بل یشمل الشکر العمليّ علی النّعم أیضاً. شکر النعمة لمن أعطاه الله أموالا و ثروة کثیرة، هو أن یشارک الآخرین في أمواله و ثروته أیضاً. و شکر النعمة لمن أعطاه الله مقاما و مرتبة، هو أن یقضي حاجات المحتاجین. شکر الصّحة، إستثمارها و الإستفاده منها بالشکل الصحیح. شکر التمتع بنعمة البصر، هو الإبتعاد عن المعاصي و الإستفادة السلیمة في الأمور المفیدة، لکن في حال الظفر علی العدو، سیکون شکر هذه النعمة، العفو و السماح.

نعم، العفو و السماح من شیم الکرام و الإنتقام من عادة اللئام. قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم في فتح مکة علی الأعداء الذین أدمو قلبه لسنین و قتلو أصحابه و مثّلو بهم: الیوم، یوم المرحمة.

 

2. علی کل حکومة أن تکون مقتدرة و الحکومة المقتدرة التي لا تملک العدالة، هي حکومة ظلم زائلة. من جانب آخر، الحکومة المقتدرة العادلة، بناء علی مصالح، أحیانا علیها أن تستخدم عنصر العفو و السماح؛ ذلک لأنه إن کانت القدرة و القوانین العادلة في مجتمع، لم تستطع أن تمنع من ارتکاب الجرائم و العداوة مع النظام، سیتمکن الأسلوب الطیب و التصرف العطوف أن یؤثر علی المجرمین فحسب.

فلهذا علی الحکام أن یسعو في تربیة و جذب هؤلاء الأشخاص بالعفو و السماح.

و یکون من هذا اللون، العفو العامّ للنبي صلی الله علیه و آله و سلم عند فتح مکة في صدر الإسلام، و في عصرنا هذا، العفو عن بعض المنافقین المغترّین أو المجرمین السیاسیّن في الجمهوریة الإسلامیة في ایران.

 

3. یکمن العفو عند الکلام عن الحقوق الشخصیة، لکن عند تنفیذ الحدود الإلهیة و إعطاء حقوق الناس و إقامة قوانین الدین، لا یجب التقصیر فیه مثقال ذرة، إلا أن یکون الکلام في الحفاظ عن مصالح أخری و الذي لا یکون إلا بتشخیص و إذن إمام المسلمین أو حاکم الشرع العادل.

 

4. یستفاد من هذه الحکمة أنّ کفران نعمة القدرة، هو الإنتقام و بقدر أن العفو ممدوح و یزید في النّعمة، فالإنتقام مذموم و یوجب زوال هذه النعمة أیضا: «لَئِن شَکَرتُم لَأَزیدَنَّکُم و لَئِن کَفَرتُم إنَّ عَذابي لَشَدید.»(ابراهیم،7)

 

 

 

 

الرسائل:

  1. یجب علینا أداء الشکر بنوعیه لکل نعمة أعطانا الله إیّاها: لسانيّ و عمليّ.
  2. لأداء الشکر العملي، یجب علینا النظر بدقة إلی النعمة التي قد وصلت إلینا، حتی نعرف الوظائف و المسئولیات المرافقة لها و أن نعمل و نتصرف وفقا لتلک الوظائف.
  3. من المهمّ تناسب نوع أداء الشکر مع نوع النعمة التي یعطیها اللّه للإنسان و یجب أن ندقق فیها.

 

 

 

 

لطائف:

روي عن نبي الرّحمة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: ینادي مناد یوم القیامة: ألا من کان له علی الله أجر فلیقم، فلا یقوم إلا من عفا. ثمّ تلا هذه الآیة الشریفة: فمن عفا و أصلح فأجره علی الله.

 

 

 

التقييم الذاتي

  1. اذکر و اشرح أنواع الشکر؟
  2. اذکر مکانة العفو و محلّه؟ في أيّ الحالات لیس هناک للعفو محل؟

 

 


الحکمة 10 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)

الحکمة العاشرة، نهج البلاغة، أمیر المؤمنین علیه السلام

 

الطریق المشرق في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع) – الحکمة الاولی

 

المزيد: