الحکمة 14 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)
الحکمة 14
قال أمیر المؤمنین علي علیه السلام: مَن ضَیَّعَهُ الأقرَبُ أُتیحَ لَهُ الأبعَدُ
الکلمات الرئیسیة:
ضَیَّعَ: ضَیَّعَ، یُضَیِّعُ، تَضییعاً _ ضیّع صاحبَهُ أي فَقَدَهُ
أُتیحَ: فعل مجهول من أتاح، یُتیحُ، إتاحةً _ أتاح له الفرصةَ قدّرها له وهيّأها، يسّرها له وجعلها في متناول يده أتاحت له الظروف النجاح في مسعاه
زبدة الحکمة الرابعة عشر
في هذه الحکمة الشریفة، یواسي الإمام علیه السلام، من یقع ضحیّة لعدم تعاطف الأقرباء و یعطیهم الأمل بأن لا یایئسو من رحمة اللّه، لأن اللّه یفتح طریقاً آخر أمامهم حیث أن الغرباء یفتحون أحضان الحب لهم.
الملاحظات:
یمکن أن نفسر هذه الحکمة علی صورتین:
- من المقدرات الإلهیة أن الله قد قدّر لکل شيء، أسبابا متناسبة معه. یبادر الأقرباء أکثر من غیرهم، في حلّ المشاکل و العمل بالمصالح و أداء الأعمال؛ أما إذا کانو مهملین للشخص، یقدّر الله له الغرباء و یهیّأهم له لیفعلو له ما هو بصالحه.
عندما کانت سلوک عشیرة النبي صلی الله علیه و آله مع النبي، من دون لطف و عطف و قامت عشیرته بتهجیره و إبعاده عن بلده، و طرده عن قومه و عشیرته، واجه النبي القیود الإقتصادیة و التهجیر و منعو من نشر أفکاره و التعلیمات الإلهیة بأي وسیلة ممکنة، حینئذ توسّع الإسلام بإعانة من الأوس و الخزرج الذین لم تکن لدیهم أي نسبة مع النبي صلی الله علیه و آله و سلم. و رجع محمّد الأمین صلی الله علیه و آله بمجد إلی مکة و رفع علم التوحید علی سطح الکعبة.
نتعلم من هذا الأمر أن الإنسان إذا توکل علی الله، فسوف یؤیَّد و یقوّی و یعزَّز من طرق غیر متوقعة. نعم؛ « وَ مَن یَتَوَکَّل عَلی اللّه فَهُوَ حَسبُهُ».
2. إذا کان الأقرباء مهملین لبعضهم البعض و لم یهتمو ببعض و لم یستفیدو من طاقات بعضهم الآخر، سوف یختطفهم الأبعدون(الغرباء أو الأعداء) و یجذبونهم للطفهم و تفضلهم و بالتالي یستفیدون من خدماتهم و قدراتهم.
الرسائل:
-
- إذا لم نستفد من الأفکار السامیة و المواهب الغنیة لدی شبابنا، و لم نؤمن بقدراتهم، سینتفع الغریب من قدراتهم و یبعدهم عن الخدمة إلی بلدهم. إذن، إحدی وظائف المجتمع الإسلامي، هي استکشاف النخب و المواهب الغنیة و استقطابها، تربیتهم و الإنتفاع الصحیح منهم.
- الأقرباء أولی بالمساعدة من غیرهم. یقول القرآن الکریم في هذه المسئلة: «يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ»
التقييم الذاتي
- ماذا سیحدث لمن ترکه و هجره قومه و أقرباؤه؟
- نظراً إلی هذه الحکمة، ما هي أحدی الوظائف المهمّة، إتّجاه النّخب، لدی المجتمع و النظام الإسلامي ؟