مؤسسة القرآن و نهج البلاغة

Quran and Nahj al_Balaghah Institute

الحکمة 16 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)

الحکمة 16
اشتراک گذاری در telegram
اشتراک گذاری در whatsapp
اشتراک گذاری در print

الحکمة 16
تدبیر البشر و التقدیر الإلهي

و قال علیه السلام:

تَذِلُّ الْأُمُورُ لِلْمَقَادِیرِ، حَتَّى یَکُونَ الْحَتْفُ فِی التَّدْبِیرِ

 

 

الکلمات الرئیسیة:

تَذِلُّ: ذَلَّ الرَّجُلُ : ضَعُفَ، هانَ، حَقُرَ

لِلْمَقَادِیر: للقضاء و القدر

الْحَتْف: الهلاک، الموت

 

 

زبدة الحکمة السادسة عشر

لا يمكن للتدبیر البشري أن یكون عقبة أمام المصير و القدر الإلهي، أحيانًا تعطل الأقدار كل تدابیر الإنسان، لذا یقول الإمام علیه السلام: الأمور و الأحداث هي مستسلمة للأقدار، و یکون ما يريده الله، و ليس ما خطط له و قصده البشر، لدرجة أن نفس التدابیر التي يستفيد منها البشر بزعمه، تؤدي هي إلى الهلاك أو الموت.

 

 

الملاحظات

1- كل الأقدار بيد الله ، و كل ما يحدث في العالم يتم بإذن الله و بإرادته و بقدرته: “لا حول و لا قوة إلا بالله”؛ إذن فالإرادة و التدبیر البشري یتحققان عندما یصحبهما القدر و الإرادة الإلهية. حاولت قريش جاهدة أن لا یخرج نداء النبي الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم من مکة بل و قررت قتل النبي لیلاً، لكن شاءت الإرادة الإلهية أن ینجو النبي صلی الله علیه و آله و سلم آنذاک. و من ثم، هاجر النبي صلی الله علیه و آله و سلم في لیلة المبیت إلی المدینة بالتدبیر الإلهي و أصبحت هذه الهجرة بدایة عولمة دعوته.

2- قال الله عزوجل لرسوله: “وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ”. يعلمنا الله في هذه الآية، توحید الأفعال بجنب الإرادة و الإختیار، رغم أننا لسنا مجبرين في أعمالنا، لكن لا ينبغي لنا أن ندعي الإستقلال في الأفعال في الأمور المختلفة و الغنی عن عناية الله و إذنه.

 

 

الرسائل

  1. إذا کانت جمیع المقدرات بیده الله سبحانه و تعالی، فلماذا القلق في الأمور؟ إذا کنا قد اخترنا الطریق بدقة و بتدبیر و بتخطیط، فعلینا أن نفوض باقي الأمور إلی الله و أن نسئله أن یفیض علینا من الثمرات الحسنة لهذا الطریق.
  2. لا ينبغي أن نلوم بعضنا البعض على الأحداث و الأقدار الإلهية؛ على سبيل المثال، أن نقول أنک فعلت کذا و کذا أو أن نقول إذا لم تفعل ذلك الشيء، فعندها لم یکن لیحدث ذلک الأمر. أو يقال أحيانًا أنه إذا لم يشتر فلان السيارة و لم يسافر لكان على قيد الحياة الآن أو لکانت ذراعيه و رجلیه غیر مکسورتین !! بالطبع، في بعض الأحيان تنشأ النتائج الغیر المطلوبة من اختياراتنا و أفعالنا الخاطئة، على سبيل المثال ، أن نقوم بتشغیل جهاز عالي الخطورة من دون المعرفة بکیفیة تشغیله و عمله و أن نعرض أنفسنا و نعرض الآخرین للمخاطر، في هذه الحالة، ینبغي أن لا ننسب کل المصائب و المئاسي إلی التقدیر الإلهي و أن لا نرفض قبول مسؤولیة عملنا الخاطئ.
  3. من الأماكن التي يجب على الإنسان أن يتذكر الله فيها عندما يقوم بجميع التدابیر الظاهریة ولكن يتم العمل ضد إرادته. مما يدل على أن الإنسان ليس القادر المطلق في هذا العالم.

 

 

 

التقییم الذاتي

1. متى تصل الإرادة البشرية و تدبیر الإنسان إلى مرحلة العمل و تتحقق؟
2. بأي معتقد و كيف يمكن إزالة القلق؟

 

 

الصفحة الرئيسية – مؤسسة القرآن و نهج البلاغة

قناة جامع دو نور في ایتا:
https://eitaa.com/twonoor
قناة جامع دو نور في التلیجرام:
https://t.me/twonoor

الحکمة 16

المزيد: