الحکمة 21 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)
صبر الإمام علیه السلام
قال علیه السلام: لَنَا حَقٌّ فَإِنْ اُعْطِينَاهُ وَ اِلَّا رَكِبْنَا أَعْجَازَ الْإِبِلِ وَ اِنْ طَالَ السُّرَى
الکلمات الرئیسیة
أُعطیناه: أعطِيَ+نا+هُ
أعجازَ الإبِل: (الْعَجُزُ) مِنْ کُلِّ شَیْءٍ مُؤَخَّرُهُ.
السُّری: الأصل الواحد فی هذه المادّه: هو سیر بلا تظاهر و إعلان و جهر بل بالسرّ و الخفا.
زبدة الحکمة:
صدرت هذه الحکمة الشریفة، إما في أیام السقیفة أو في شوری عمر لإختیار الخلیفة بعده. یشیر الإمام علیه السلام إلی حقه المؤکد و الغیر القابل للتصرف في مسألة الخلافة و یقول: لو لم یعط الناس حق الأئمة و خلفاء النبي بالحق، فهم سوف یتحملون مصاعب و مشقات الدهر بصبر طویل حتی تنتهي لیال الظلام و یصل فجر الظهور.
الملاحظات:
1. کلام المولی یشیر إلی تحمل المشقة و الصبر الطویل مثل الرکوب علی مکان غیر مناسب مثل ظهر الجمل و السیر في اللیال الطویلة. هذا بسبب عدم أداء حقهم أو التأخیر في أداءه و تقدم الآخرین علیهم و سوف یدوم هذا الأمر حتی زمن ظهور دولة الحق و إقامة حکومة إسلامیة بقیادة إمام عادل و معصوم. و هو هکذا، في زمن حکومة أمیرالمؤمنین علیه السلام أو عصر ظهور الحجة عجل الله تعالی فرجه الشریف. إذن یمکننا أن نقول أن کلام أمیر المؤمنین علیه السلام، هو إشارة و بشارة إلی ظهور الحجة و حکومته.
2. عبارة «إن طالَ السُّرَی» تشیر إلی الزمن الطویل للعصر الأسود و المظلم لحکومة الطاغوت و الحکام الظالمین؛ أن مثل الدنیا في أیام حکومتهم مثل لیل یساق الناس فیه إلی الضلال و لا تبصر أعینهم بنور الحق و العدالة.
3. وفقا للدلائل النقلیة و الوحیانیة، فلقد کان حق الإمامة و الولایة علی الناس علی عاتق الإمام علي علیه السلام و أبنائه. لکن إذا لم تستعد و لم تکتمل عقول الناس و لم یرحّبو بقائد عادل، فسوف لن تکون جدوی لهذا الأمر، حتّی و إن أراد الإمام هذا الأمر. و سوف یعرض الناس عن اتّباعهم و من الواضح أن القائد لا یستطیع أن یحاکم کل الناس التي تخالفه.
إذن فالخلافة حق من الله و رسوله، و لیست حقا من الناس أو الشوری و الجماعة، علی الرغم من أن تحقق هذا الحق، یستلزم قبول و حمایة الناس.
الرسائل:
مما لا شک فیه، أن الخلافة بعد النبي الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم تلیق بشخص شبیه برسول الله صلی الله علیه و آله و سلم من کل الجهات؛ یقول الإمام علیه السلام في هذا السیاق:«من هو أحق منّي بخلافة النبي صلی الله علیه و آله و سلم في حیاته و بعد مماته؟»
التقییم الذاتي:
- متی قال أمیر المؤمنین علي علیه السلام هذا المقال؟
- ماذا یقصد الإمام علیه السلام بهذا المقال؟
- تحدید الخلیفة للنبي صلی الله علیه و آله و سلم أمر إلهيّ أم أمر بشري؟
الصفحة الرئيسية – مؤسسة القرآن و نهج البلاغة
قناة جامع دو نور في ایتا:
https://eitaa.com/twonoor
قناة جامع دو نور في التلیجرام:
https://t.me/twonoor