مؤسسة القرآن و نهج البلاغة

Quran and Nahj al_Balaghah Institute

الحکمة 24 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)

الحکمة 24
اشتراک گذاری در telegram
اشتراک گذاری در whatsapp
اشتراک گذاری در print

الحکمة 24 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)

 

الحکمة 24

هذا القول الشریف للإمام علیه السلام، مع إشارة إلی سنة الإستدراج الإلهیة، هو في بیان التجنب عن إرتکاب الذنوب عند وفور النعم. وفور النعمة علی قسمین: إما أنه قد یعطي الله النعم لعباده رحمة و علی العبد أن یکون شاکرا و ممتناً لنعم ربه الکریم لکي لا یبتلی بالتغییر و زوال النعم. و إما أنه قد تکون النعم من قهر الله و غضبه فیعطي الله النعم لعباده المذنبین و الکفار الذین لا ترجی هدایتهم، فیغشیهم الله بالنعم کي یستحقو العذاب الإلهي أکثر بوفور النعم و کفرانها.

 

 

 

الملاحظات

1- “الإملاء في اللغة، تعني الإمهال و تأخیر المدة. و تعني کلمة “الاستدراج” في اللغة، تقریب الشخص لشيء ما، تدریجیا.

سنة الإملاء و الإستدراج في المصطلح تعني أن یمهل الله العبد المذنب و کذلک أن لا يسلب النعمة منه؛ بل إنها تزداد حتى يزيد الشخص المتمرد من تمرده و طغیانه و ذنبه، و یسیر إلی الهلاك و إلی العذاب الأعظم تدریجیاً.

لهذا السبب يحذر الإمام الإنسان في مثل هذه الحالة حیث أنه لا يرى أثر خطاياه بل و تأتي عليه النعم المتتالية أکثر و أکثر، فیحذره الإمام من التكبر و الغرور و الغور في المعصية.

2- إن الإنسان یظن أنه يعاقب علی ذنوبه بسرعة و أنه سوف یسلب النعم، لكن عندما لا يرى العقوبة الإلهية بعد ارتكاب الذنوب ، يصبح جریئاً متمردًا و متعجرفًا ، بل و يصل إلى حد الكفر. و لهذا يقول الله تعالى في أحوال المنافقين: “أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوي‏ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَ يَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَ إِذا جاؤُکَ حَيَّوْکَ بِما لَمْ يُحَيِّکَ بِهِ اللَّهُ وَ يَقُولُونَ في‏ أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصيرُ

مثل هذا الشخص إما أن يكون جاهلاً عن العقاب على أفعاله ، أو متفائلًا بصحة سلوكه أو حالته ، لكنه لا يعلم أن أشد عقوبة على خطايا المذنب المتجرئ هي سنة الإستدراج و الإمهال علی الإستمرار علی المعاصي.

العقوبة هي لمن یرجی إصلاحه في الدنیا، فمن لم یکن کذلک، فیکون في ظاهر الأمر حرّاً في هذه الدنیا. یقول الله عزوجلّ حول هؤلاء: ذَرْهُمْ يَأْکُلُوا وَ يَتَمَتَّعُوا وَ یُلهِهِم الاَملُ فَسوف تعلمون

 

 

 

رسائل

في الواقع فإن قول الإمام علیه السلام، هو نوع من إتمام الحجة و التحذیر من نتيجة الغفلة و المعصية حتى لا یغفل الإنسان و لا يعلق في نار الكفر و العصیان عبر الحياة الهادئة، و أن یعلم دائماً أنّ صاحب البیت یراه و یرصده في کل حال فـ«إنَّ رَبَّکَ لَبِالمِرصاد».

 

 

لطـــــــــــــائف

في قدیم الزمان، قبل الإسلام، كانت في ارض اليمن قرية تسمى “صروان” او “ضروان” فيها بستان مثمر بالفواكه المختلفة. کان صاحب هذا البستان رجل سخي و عارف بالله. کان یأخذ مقدارا من ثمر البستان بمقدار احتیاجه و احتیاج عائلته و یعطي الباقي للمحتاجین في کل سنة.

و من ثم ، أصبح البستان أكثر إزدهارًا و أفضل عامًا بعد عام.

إعتاد الفقراء الذهاب إلى البستان في موسم الحصاد، و كان صاحب البستان یعطي المحتاجین من ثمار البستان ببشاشة و طلاقة الوجه و کان یسعدهم بهذا الأمر، و کان یوصي أولاده أیضا بالفقراء.

في السنوات الأخيرة من حياته، دعا الأب أولاده و أوصاهم بعدم حرمان المحتاجين من ثمار البستان.

توفي صاحب البستان و الأولاد، الذين كانوا منشغلین بزخارف هذه الدنیا، نسوا نصيحة والدهم بل و أقسموا معًا على عدم إعطاء ثمار البستان للفقراء.

 

لقد برروا تصرفهم السيء بالقول أننا أصحاب أسرة و أن ثمار البستان يجب أن يكون لكسب قوتنا و تأمین معیشتنا.

مضی وقت من الزمن حتى حل موسم الحصاد.

تواعدوا بأن یأتوا في کل صباح باکر إلی البستان و أن یقطفوا الثمار و أن یجمعوها بعیدا عن أنظار الفقراء.

كان الفقراء یذهبون إلى البستان كالمعتاد في كل عام ، لكنهم لا یحصلون علی شيء. هذا الوضع لم يدم طويلا. في منتصف الليل ، نزل عليهم غضب الله ، و ضربت البستان صاعقة مدمرة، و أحرقت جميع الأشجار، و لم يتبق شيء سوى حقنة من الفحم و الرماد.

في الصباح الباكر ، عندما لم يكن أصحاب البستان على دراية من شيء، نادوا بعضهم البعض للذهاب إلى البستان. في الطريق ، قالوا لبعضهم البعض ببطء: احذرو من أن يأتي أي شخص فقير إلى البستان اليوم ؛ لكن عندما وصلوا إلى البستان، اندهشوا لرؤية بستانهم المحترق لدرجة أنهم قالوا لبعضهم البعض: لقد ضللنا طريقنا. و لما عادوا إلى رشدهم وأدركوا الواقعة ، ندموا على أفعالهم ، و قاموا بتسبیح الله تعالی و نادوا: یویلنا إنا کنا ظالمين!

****

 

 

التقييم الذاتي

1. ما هي سنة الإملاء و الإستدراج في المصطلح؟
2. ما هي علة زیادة نعم الإنسان؟ اشرح الحالتان؟

 

 

 

 

الصفحة الرئيسية – مؤسسة القرآن و نهج البلاغة
قناة جامع دو نور في ایتا:
https://eitaa.com/twonoor
قناة جامع دو نور في التلیجرام:
https://t.me/twonoor

 

الحکمة 24

المزيد: