مؤسسة القرآن و نهج البلاغة

Quran and Nahj al_Balaghah Institute

الحکمة 5 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)

الحکمة 5 _ نهج البلاغة _ الطریق المضيء
اشتراک گذاری در telegram
اشتراک گذاری در whatsapp
اشتراک گذاری در print

الحکمة 5 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)

 

الحکمة 5 : إستمرار الصّداقة

 

 

الحکمة 5

و قال أمیرالمؤمنین علي علیه السلام:

صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ وَ الْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ وَ الِاحْتِمَالُ قَبْرُ الْعُيُوبِ.

وَ رُوِيَ أَنَّهُ ( عليه‏السلام ) قَالَ فِي الْعِبَارَةِ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى أَيْضاً الْمُسَالَمَهُ خَبْءُ الْعُيُوبِ .

 

 

الکلمات الرئیسیة:

بَشاشة: هي طَلاقة الوجه _ البَشوش _ بَشاشَةٌ- [بشش]، (مصدر: بَشَّ)، “ظَهَرَتْ عَلَى وَجْهِهِ بَشاشَةٌ

حِبالة: المصیدة _ الجمع: حبالات و حبائل _

قَبر: المکان الذي یُدفَن فیه المَیِّت _ الجمع: قُبور، أقبُر

مُسالَمَة: مُصالَحة _ مصدر سالَمَ

خَبء: السَّتر و الحفظ و الإخفاء

الإحتِمال: التَّحَمُّل

 

 

زبدة الحکمة الخامسة

لقد أشار أمیر المؤمنین علي علیه السلام في هذه الحکمة إلی ثلاث مسائل أساسیة مرتبطة ببعضها الآخر؛ صدر الإنسان العاقل، خزینة أسراره، یحفظ أسراره من الآخرین و یحفظ أسرار غیره أیضاً. لا یظهر فیما قلبه، بل یروّض و یصطاد القلوب الوحشیّة بطلاقة وجهه. قد یری من الآخرین أعمالاً سیئة، لکن یتحملها بصبر و هدوء. لأنّ ثمرة هذا الصبر هو الستر علی نقص الإنسان.

 

 

ملاحظات:

1. شبّه الإمام، صدر العاقل بصندوق الأسرار؛ أي أنّ الإنسان العاقل یحمل أسراراً في قلبه، لکن الجاهل یتفوه بکل ما یعلم. یتکلم الجاهل بأسرار حیث أنها إذا وقعت بید الصدیق، قد یتأذی منها و إذا وقعت بید العدوّ، تسبب المشاکل و الإبتزاز و العار.

2. من أسرار نجاح رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، هي البهجة و طلاقة الوجه. قال الله عزّوجلّ في کتابه الکریم مخاطباً رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: « وَ إِنَّکَ لَعَلی خُلُقٍ عَظیمٍ » و في آیة أخری: « وَ لَو کُنتَ فَظّاً غَلیظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِک ».

3. کما أنّ القبر یخفي الجسد ذو الرّائحة النّتنة، لیأمن النّاس من تلوّثاته، إنّ تحمل الکلام السيء و سوء التصرف و کذلک کظم الغیظ، یخفي العیوب الأخلاقیة لدی الإنسان من مرأی الآخرین. لأنّنا قد نخرج من التوازن الرّوحي عند الإجابة علی الآخرین و عند ذلک تظهر عیوبنا المخبوءة و لربّما نرتکب جرائم و ذنوباً کبیرة.

ثانیاً، مع ردة فعلنا الحادّة، ستشتعل نار الإنتقام و سیهمّ الشخص الآخر لبیان عیوبنا المخبوءة لیفضحنا بین الناس.

 

 

 

الرسائل:

1. إذا أردنا التواصل المؤثر مع الآخرین، علینا أن نهتمّ بکیفیة بدء هذا التواصل و الإرتباط. إذا تصرفنا معهم ببهجة و طلاقة وجه، ستکون هذه البشاشة و البهجة، کمصیدة تصطاد القلوب و تجلبهم لنا و تروّضهم.

2. إذا أردنا حفظ و إعتلاء عزتنا و مکانتنا الإجتماعیة، علینا أن نزید في تحملنا ضد الخلاف، الإعتراضات و الشتائم بدلاً من المواجهات الحادة و اللاذعة. بهذه الطریقة، سنتجنب الأقوال و التصرفات الناضجة و البشعة و نتجنب إباحة عیوبنا.

3. من الضّروري إخفاء عیوب الصّدیق، لغرض إستمرار الصّداقة.

 

 

 

التقييم الذاتي

الآن يمكنك الإجابة على الأسئلة التالية:

1. بماذا شُبّه صدر العاقل، في هذه الحکمة الشریفة؟

2. ما هي إحدی أهمّ أسباب نجاح النبي الأکرم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم؟

3. کیف یؤدي إحتمال سوء تصرف الآخرین إلی ستر عیوب الإنسان؟

 

 

 


الحکمة 5 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)

الحکمة الخامسة – الرذائل الأخلاقیة – الجشع – اللسان – إذلال النفس – الکرامة الإنسانیة – إحترام الذات – صدر العاقل _ لسان العاقل _ لسان الأحمق _ الصّدیق _ البشاشة _ الإحتمال

الحکمة 5 _ نهج البلاغة _ الطریق المضيء

المزيد: