الحکمة 18 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)
عاقبة اتّباع الآمال
وَ قالَ علیه السلام:
مَنْ جَرَى فِي عِنَان أَمَلِهِ عَثَرَ بِأَجَلِهِ
الکلمات الرئیسیة:
عِنَان: سَيْرُ اللَّجام الذي تُمسَكُ به الدابَّة. و هو طاقان مستويان. والجمع : أَعِنَّةٌ.
عَثَرَ: سَقَطَ، زَلَّ
زبدة الحکمة
هذه الحکمة، بیان عن ذمّ الآمال الطویلة و البعیدة التي یقطع الموت الطریق للوصول إلیها
الملاحظات
1- الأمل و الرغبة في حد ذاتهما ليسا مذمومین فحسب، بل هي نعمة من نعم الله. روي عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أنه قال: “إنّما الأمل رحمه من اللَّه لامّتی، لولا الأمل ما أرضعت أمّ ولدا و لا غرس غارس شجرا” ؛
لأنّ الأمل هو الذي یجبر الإنسان على الجهد و الإجتهاد، لتحقيق أهداف سامية، و لكن عندما تصبح هذه الرغبة غير عقلانية وتتحول إلى رغبات بعيدة لا يمكن تحقيقها، فإنها تشغل المرء لدرجة أنه یغفل عن كل شيء، حتى الله و الموت و المعاد.
یقول الإمام علیه السلام في هذا الصدد: “مَن أَطَالَ الأَمَلَ أَسَاءَ العَمَلَ”. الشخص المبتلی في اتباع الآمال، كلما حقق حلمًا و أملاً و رغبةً، ينمي في قلبه تحقيق أمل آخر لدرجة أن الموت يداهمه و لا يصل إلى نهاية أمله!
2- ليس للآمال المتلونة و المتنوعة نهایة و لا حاصل و لا نتیجة لهن في خارج الذهن سوی الإنشغال الفکري.
بالطبع إن الأمر يختلف بالنسبة للتفکر و التعقل مع حركة فعالة لتحقيق أهداف عظيمة.
بنیت الآمال أساسا علی الأهواء و الشهوات و الأفکار الخیالیة و الفارغة و الرغبات الکیبرة و الطویلة.
مثل شخص يحلم بامتلاك منزل كبير في مكان رائع و مریح بأجهزة منزلیة باهظة الثمن، رغم أنه لم يهیأ و لم یشتر أرضاً بعد، حال کونه يفكر في لون الغرفة و الأثاث.
الرسائل
1- آمالنا کالخيول المتمردة التي، إذا امتلکنا عنانها، ستقودنا إلى الغایة و المقصد، لكن إذا تركنا زمامها، فسوف تسقطنا و تهلکنا.
2- ذكر الموت من أكثر الطرق فعالية و تاثیرا للخلاص من الآمال البعيدة و الطویلة.
التقییم الذاتي
1. هل الآمال و الرغبات مذمومة في حد ذاتها أم لا؟ إشرح؟
2. کیف تقودنا الآمال و الرغبات إلى الغایة و متی تطرحنا أرضًا؟
3. ما هي أكثر الطرق تأثیرا للتخلص من الآمال الدنيوية البعيدة؟
الصفحة الرئيسية – مؤسسة القرآن و نهج البلاغة
قناة جامع دو نور في ایتا:
https://eitaa.com/twonoor
قناة جامع دو نور في التلیجرام:
https://t.me/twonoor