الحکمة 1 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)
قال علي أمیر المؤمنین علیه السلام: كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ؛ لا ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ، وَ لا ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ
الکلمات الرئیسیة:
اِبْنِ اللَّبُونِ: وصف سني للبعير و ابن اللّبون ولد الناقة إذا استكمل السّنة الثانية و دخل في الثالثة، و الانثى بنت لبون لأنّ أمّه وضعت غيره فصار لها لبن
ظَهْرٌ: خلاف البطن
ضَرْعٌ: لكلّ ذات ظلف أو خفّ
ملخص الحكمة الاولی:
يجب أن نكون حذرين في الظروف الخاصة التي تكون فيها الحقائق غامضة و غير واضحة حتى لا نقع في دوامة الفتنة و لا نتصرف لصالح الفتنة و الفاسدين.
يقول الإمام علي (ع) في مثل هذه الأحوال: كن مثل ابن اللبون البعیر الذي عمره سنتين لا یركب أحد علیه، لأنه لا يملك القوة و القدرة على تحمل الراکب و لا ثدي له لکي یستفاد من لبنه.
في الواقع، يدعو الإمام علي ع أتباعه و شیعته و يأمرهم بعدم التعاون مع الفتنة و أهل الفتنة حتى يتمكنو من تحديد الفتنة و إضعافها و القضاء عليها
ملاحظات:
1- “الفتنة” بلفظ عام تعني الكفر و الضلال و الإختبار و الإبتلاء و غيرها من المعاني. لكنها في مصطلحها الخاص تعني الإختلاف في الرأي و وجهات النظر بين الناس بحيث تؤدي إلى الإضطراب و القلق و التوتر بينهم.
تعرف الفتنة في هذه الأیام، بالأحداث المعقدة التي لا تتضح طبيعتها، لها مظهر خادع و باطن مليء بالفساد و تقود المجتمعات البشرية إلى الفوضى و الدمار و الفساد و العداوة و الحرب و إراقة الدماء.
غالبًا ما يكون الغرض من ارتكاب الفتنة هو تحقيق أهداف سياسية و اكتساب مناصب اجتماعية و لكن في بعض الأحيان ترتبط الفتنة أيضًا بدوافع ثقافية و دينية، مثل الترويج للمادية و الدنيا، و نشر الفساد الأخلاقي، و إنكار الله أو الحقائق الدينية الأخرى….
و وفقا للقرآن الکریم فإن إثم الفتنة أعظم من القتل (الفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ القتل سورة البقرة آیة 191) . لأنه في القتل، تُقتل الأرواح، و لكن الفتنة تفسد إیمان الإنسان أو تفسد الأمان في المجتمع الذي هو من ضروریات الحیاة؛ و إیمان الإنسان و أمان المجتمع، أهم من حياة الإنسان.
الرسائل:
بما أن أسباب الفتنة غالبا ما تكون مادية، فالفتنة موجودة في کل زمان. و من هنا يجب الحرص في كل اللحظات و الظروف على عدم الوقوع في فخ الفتنة.
يسعى الإمام علي ع بتشبيه المؤمن بذكر ابن اللبون [أثناء الفتن] إلى أن المؤمن و إن كان أيضًا یعیش بين الناس أثناء الفتنة و يعيش حياتا طبيعية؛ لكن يجب علیه ألا يستخدم نفسه كأداة و آلة للفتنة و أن لا يتخذ خطوات لصالح أهل الفتنة.
حسب ظروف الفتنة و نوعها، يجب مواجهتها و العبور منها بأمان. هذا لا يعني الصمت و الإنسحاب أثناء الفتن، لأن الصمت أحيانًا يفتح الطريق لبعض أهل الفتنة لإستغلال الفتنة و استثمارها.
التقييم الذاتى:
الآن يمكنك الإجابة على الأسئلة التالية:
1. ما معنى الفتنة في اللغة و في المصطلح؟
2. ما هو سبب تشبیه المؤمن في هذه الحكمة بابن اللبون؟
الفتنة – الفساد الاخلاقي – التوتر في المجتمع – الفتنة أشد من القتل – أهل الفتنة – الأغراض السیاسیة
الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع) – الحکمة الثانیة
الحکمة الأولی _ نهج البلاغة _ الطریق المضيء