مؤسسة القرآن و نهج البلاغة

Quran and Nahj al_Balaghah Institute

طريقة حفظ القرآن الكريم

طريقة حفظ القرآن الكريم
اشتراک گذاری در telegram
اشتراک گذاری در whatsapp
اشتراک گذاری در print

طريقة حفظ القرآن الكريم

 

طريقة حفظ القرآن الكريم: يسأل الكثير من محبي القرآن علياً وأباه عن طريقة حفظ القرآن ولاسيما الآباء والأمهات ممن يرغب في تعليم أولاده.
وكل حافظ نجح في حفظ القرآن له طريقة يقترحها في حفظ القرآن. ولا شك في أن الطريقة المقترحة هي التي نجح الحافظ من خلال العمل بها. ولذلك فإن طرق الحفظ كثيرة وكلها محترمة ولكل فرد أن يختار ما يناسبه.

وأما الطريقة التي يقدّمها هذا الكتاب فهي الطريقة التي يقترحها والد علي ـ حجة الإسلام رضازاده. هذه الطريقة مجرّبة وقد أثمرت نتائج باهرة. ومن الطبيعي أن توجد مشتركات بين الحفّاظ في طرقهم تحكي عن وحدة الأسس التي يعتمدونها.
وقبل أن ندخل هنا إلى طريقة حفظ القرآن، نذكر المقدمات اللازمة لذلك.

 

 

المقدمات اللازمة لحفظ القرآن الكريم
كل من يريد النجاح في المجال الذي يحب، ينبغي له معرفة الطريق الذي يؤدي إليه.
والحفظ الصحيح الثابت للقرآن الكريم له مقدمات ينبغي لمن يريد القيام به أن يضعها نصب عينيه. وهنا نشير إلى بعض هذه المقدمات:
1ـ النية والهدف الإلهي.
2ـ العزم والتصميم الراسخ.
3 ـ التوكل على الله والتوسل بأئمة الهدى (ع).
4 ـ القراءة الصحيحة للقرآن.
5 ـ الحضور عند معلم.
6 ـ الطهارة.
7 ـ البرنامج الدقيق المنظم.
8 ـ اختيار مصحف واحد.
9 ـ وجود رفيق مساعد.
10 ـ البداية المناسبة.
11 ـ الزمان والمكان المناسبان.
12 ـ شريط الترتيل.

 

 

 

 

 

 

ولنتناول هذه المقدمات الآن بشيء من التفصيل:

 

1. النية والهدف الإلهي
لا شك في أن كل عمل يكتسب قيمته من الدافع الداخلي للإنسان تجاهه: “إنما الأعمال بالنيات”. (6)
وهذا الموضوع يتعلق بالكبار وهو أعلى من مستوى الأطفال. وأما بالنسبة إليهم فلا بد من العمل بشكل آخر. ففي الحقيقة من المناسب قيام الآباء والأمهات بتشجيع الأطفال على حفظ القرآن المجيد من خلال خلق رغبة في نفوسهم وتقديم الجوائز والهدايا المختلفة لهم، كما ينبغي للأطفال أنفسهم أن يغذّوا الخطى نحو القرآن بنية خالصة وقصد سليم لا يشوبه أي لون من ألوان الرياء.

والأمر الذي له دور كبير في إيجاد نية إلهية ودافع سليم بالنسبة إلى الآباء والأمهات هو التفاتهم إلى فضيلة حفظ القرآن والاستيناس بكلام الله وتربية أبناء قرآنيين ذوي مستقبل مشرق يكونون مبعثَ خير لأنفسهم ومجتمعهم.

ومن الواضح أن الدوافع المادية لحفظ القرآن الكريم لا تُوصل المرء إلى أهداف سامية، بل الالتفات إلى فضيلة حفظ القرآن وأثرها في الحياة الفردية والاجتماعية يعتبر دافعاً سليماً لحفظ آيات القرآن الكريم، وهذا ما ينبغي تفهيمه تدريجاً للأطفال الذين يحفظون.

 

ويكفي حفظ القرآن فضلاً قول رسول الله (ص):
“من قرأ القرآن عن حفظه ثم ظن أن الله تعالى لا يغفر له فهو ممن استهزأ بآيات الله” (7)

وحول الآثار الفردية والاجتماعية لحفظ القرآن، فإن علماء الغرب أنفسهم يقرّون بذلك، كما يقول “ول ديورانت” المؤرخ المعروف (المولود عام 1885م) في كتابه “قصة الحضارة” حول القرآن:
“وقد ظل أربعة عشر قرناً من الزمان محفوظاً في ذاكرتهم يستثير خيالهم ويشكّل أخلاقهم ويشحذ قرائح مئات الملايين من الرجال. والقرآن يبعث في النفوس الساذجة أسهل العقائد وأقلها غموضاً وأبعدها عن التقيّد بالمراسم والطقوس وأكثرها تحرراً من الوثنية والكهنوتية.

و قد كان له أكبر الفضل في رفع مستوى المسلمين الأخلاقي والثقافي وهو الذي أقام فيهم قواعد النظام الاجتماعي والوحدة الاجتماعية وحضهم على إتباع القواعد الصحية وحرر عقولهم من كثير من الخرافات والأوهام ومن الظلم والقسوة”.

 

 

2. العزم والتصميم الراسخ
وجود النية الإلهية لا يفي بكامل الغرض. ذلك أنه لا بد من وجود تصميم جاد وإرادة قوية من أجل الوصول إلى الهدف.
قوة الإرادة أكثر تأثيراً من قوة الذاكرة، فقد يكون الفرد متوسطاً أو ضعيفاً من حيث الاستعداد والذاكرة، ولكنه يواصل طريقه ويصل إلى مبتغاه بسعيه وقوة عزيمته:
“والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”. (8)
وحفظ القرآن بأجمعه يرتهن بالسعي والإرادة والعزيمة الجادة، وما من شك في أن الله تعالى من وراء حافظ القرآن.

 

 

3. التوكل على الله والتوسل بأئمة الهدى (ع)
من بعد القرار والتصميم، لا بد من التوكل على الله لأن النجاح في أي أمر مرهون بفضل الله ولطفه:
“فإذا عزمت فتوكل على الله”. (9)

كما أن التوسل بالنبي وأهل بيته هو رمز نجاح الإنسان في أي عمل. فمن الجدير بحامل القرآن أن يطلب من الله تعالى التوفيق لحفظ كلامه والعمل به وأن يتعلق بأذيال المعصومين:
“يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة”. (10)

في هذه الآية، يأمر الله تعالى بالتقوى والتوسل ويعتبر الفوز وبلوغ الهدف النهائي من خلال التقوى واختيار الوسيلة. وعلى هذا فالتوسل بالأنبياء والأئمة المعصومين يبعث على القرب من الله، ولذلك يجدر بنا أن نتوسل بالنبي وأئمة الهدى (عليهم السلام) على طريق حفظ القرآن ونتخذ منهم واسطة لكي يوفقنا الله تعالى في محاولتنا للاستيناس بكلامه وزرع آياته في قلوبنا والعمل به في حياتنا.

 

 

4. القراءة الصحيحة للقرآن
على من يريد أن يكون حافظاً للقرآن أن يحسن قراءته. ومن الطبيعي أن تختلف طريقة تحفيظ الأطفال الذين لا يعرفون القراءة. ولهذا لا بد لمن يتولى أمرهم أو تعليمهم أن يحسن قراءة القرآن بصورة تامة، لأن من لا يحسن قراءة القرآن ويحفظ كلمة أو حركة خطأً سيكلفه تصحيحها الكثير من الوقت. وهذا ما يؤكد ضرورة إجادة المعلم لقراءة القرآن.

 

 

5. الحضور عند معلم

الاشتراك في جلسات الحفظ والاستعانة بتجارب أستاذ ستعين الحافظ على بلوغ الهدف بشكل أسرع، بالإضافة إلى أنها ستجعله ملتزماً ومنضبطاً لكي يقوم بما عليه بأفضل شكل ممكن في مختلف الظروف طبقاً للخطة الموضوعة.

 

 

6. الطهارة
الاحتفاظ بالوضوء على كل حال هو أمر مستحسن، ولا شك أنه يكتسب أهمية أكبر عند تلاوة القرآن وحفظه، وقد أكدت الروايات كثيراً أن يكون المرء على وضوء وطهارة عند تلاوة القرآن.

 

 

7. البرنامج الدقيق المنظم
العزم والرغبة القوية في حفظ القران لا توصل الإنسان إلى مبتغاه مطلقاً إذا كانت من دون “برنامج دقيق منظم”. فعلى من يتعلم القرآن الالتزام ببرنامج دقيق يتناسب وقدراته واستعداده (على أساس الوقت المتوفر لديه). فمن الواضح أن عدم انتظام العمل يؤدي إلى عدم تقدّم الحفظ ولعلّه ينتهي إلى التخلي عنه بعد حين. وعلى هذا إذا كان من المقرر حفظ نصف صفحة كل يوم فيجب أن يجري التخطيط بشكل بحيث يتم ذلك في كل يوم وبشكل منظم إلى جانب إعادة المحفوظات السابقة وتثبيتها.

 

 

8. اختيار مصحف واحد
على حافظ القرآن الكريم أن يستعين بمصحف واحد طيلة مدة حفظه، بمعنى عدم استخدام خطوط وطبعات مختلفة للقرآن عند الحفظ. الاستعانة بمصحف واحد تؤدي إلى أن يكون للحافظ صورة ذهنية واحدة فقط عن كل صفحة من القرآن الكريم، وإذا ما استعان الحافظ بعدة نسخ فإن تقدّم وتأخّر الصفحات ومواقع الآيات في أسفل أو أعلى الصفحة سيؤدي إلى تشويش ذهنه.

 

 

9. وجود رفيق مساعد
لكي يكون للحافظ برنامج دقيق منظم والتزام بمواصلة الحفظ والقيام بما يجب عليه، فهو بحاجة إلى رفيق مساعد. ولذلك من المستحسن في البداية أن يقوم شخصان أو أكثر بالعمل على الحفظ معاً والتخطيط لذلك وأن يقرأوا على بعضهم الآيات المحفوظة في كل يوم وكذا عند إعادتهم للمحفوظات السابقة. ومن الطبيعي أن يتولى الآباء والأمهات مُساءلة الأطفال واستماع محفوظاتهم اليومية والسابقة.

 

 

10. البداية المناسبة
من المستحسن أن يبدأ الحفظ من الجزء الثلاثين للقرآن الكريم، لأن من يبدأ بالحفظ حديثاً وليس لديه بعدُ ما يكفي من الاستعداد يسهل عليه حفظ السور القصار، ثم يأتي دور الحفظ من بداية القرآن لينتهي بآخره. والوصية المؤكدة هنا هي أن يتحاشى الحافظ الحفظ المبعثر.

 

 

11. الزمان والمكان المناسبان
زمان ومكان الحفظ يتعلقان إلى حد ما بطبيعة الفرد. فبعضهم يمكنه الحفظ بشكل أفضل بعد أذان الصبح وقبل تناول الفطور وآخرون يفضّلون ساعات أخرى من النهار أو الليل وهكذا… ولكن المهم هو تحديد ساعة يكون فيها الذهن مستعداً للحفظ أكثر، والأفضل اختيار مكان هادئ يمكن فيه التركيز على حفظ الآيات بصورة أفضل.

 

 

12. شريط الترتيل
استماع أشرطة ترتيل أساتذة كبار من قبيل محمد صديق المنشاوي ومحمود خليل الحصري وشهريار برهيزكار يترك أثراً في تجويد ولحن المستمع مع مرور الأيام، بالإضافة إلى أنه يعلّم المواضع الصحيحة للوقف والابتداء. من هنا يحسن بالحافظ أن يسمع ويردد عدة مرات المقدار المقرر حفظه طبقاً لبرنامجه قبل أن يبدأ بالحفظ.

 

طريقة حفظ القرآن الكريم
بعد المقدمات التي ذكرناها لحفظ القرآن، نتناول طريقة الحفظ.
طريقة حفظ القرآن تقوم في الحقيقة على التكرار، ومن يحسن قراءة القرآن فالأفضل له أن يستمع ترتيل الآيات التي يريد حفظها (نصف صفحة مثلاً) من شريط التسجيل عدة مرات وبدقة تامة مردداً إياها. ثم يكرر كل آيه عدة مرات كلمة كلمة وعبارة عبارة حتى تنطبع في ذهنه ويستطيع قراءتها عن ظهر قلب ومن دون أي صعوبة (ومقدار التكرار يعتمد علي قابلية الشخص ومدى صعوبة أو سهولة الآية).
فإذا تمكن من حفظ الآية بشكل جيد انتقل إلى الآية اللاحقة.

 

 

ملاحظة مهمة
ما لم يتم حفظ الآية بصورة تامة لا ينبغي الانتقال إلى الآية اللاحقة.
ويجري حفظ الآية اللاحقة على طريقة الآية الأولى بتكرار الكلمات والعبارات القصيرة، فإذا وثق الحافظ من حفظ الآية الثانية أعاد الآية الأولى والثانية معاً عدة مرات عن ظهر قلب، وإذا حدث وأنْ لاحظ توقفاً يسيراً في الآية الأولى أزاله من خلال التكرار والرجوع إلى المصحف، ثم يواصل العمل على الآية الثالثة بالطريقة نفسها، وعندها يقرأ الآية الأولى والثانية والثالثة عن ظهر قلب ليستوثق من قراءتها من دون خطأ.

وهكذا يستخدم هذا الأسلوب لبقية الآيات التي قرر حفظها ليعود في آخر الأمر إلى قراءة الآيات جميعاً مرتين كحد أدنى، مزيلاً أي توقف أو صعوبة محتملة فيها.

 

 

ملاحظة مهمة
تكرار الآية المحفوظة مع الآيات التي قبلها يؤثر كثيراً في إيجاد ترابط بين الآيات، الأمر الذي يساعد على قراءتها بسهولة وبصورة متتالية.

حفظ الأطفال والصغار
وأما من لا يعرف القراءة من الأطفال والصغار (من أربع إلى سبع سنوات) فيرتّب ولي أمره أو معلمه له الكلمات واحدة واحدة ثم عدة كلمات إلى جانب بعضها ويقوم بتكرارها حتى يتمكن الصغير من حفظها بشكل جيد وتكرارها بنفسه، ويواصل العمل بهذا الشكل حتى يحفّظه آية واحدة، فإذا وثق من ذلك انتقل إلى الآية التالية. وهنا تجرى الطريقة التي ذكرناها للكبار على الأطفال أيضاً، أي أن تكرار الآية مع ما قبلها بعد الحفظ يؤدي إلى إيجاد ترابط بين الآيات.

 

 

تنبيه ضروري
لا بد من معاملة الأطفال برفق. ولذلك لا بد من العمل معهم على ست فترات كحد أدنى خلال أربع وعشرين ساعة ولمدة دقائق فحسب. طبعاً إذا كان الطفل مرتاحاً ونشطاً ومنسجماً يمكن العمل معه إلى ربع ساعة، وهذا ما قد يتصاعد بمرور الأيام إلى نصف ساعة لكل فترة. فإذا لم يكن الطفل مستعداً لحفظ القرآن فلا ينبغي دفعه إلى ذلك، بل تشجيعه وترغيبه من خلال هدية أو لعبة وما شابه ذلك.

التعليم المنظم للأطفال وملاحظة المقدمات الاثني عشر للحفظ من قبل المعلم أو الوالدين يعتبر أمراً ضرورياً.

الاستعانة بشريط التسجيل في البداية قبل الحفظ غير نافعة بالنسبة إلى الأطفال، بل قد تخلق لهم بعض المشاكل، ولذلك يُنصح بدايةً بحفظ الطفل لسورة قصيرة أو عدة آيات بصورة جيدة من خلال تكرار المعلم أو الوالدين ثم الاستماع إلى ترتيلها وتكرارها مع شريط التسجيل.

 

 

إعادة الآيات
بعد حفظ ما تقرر حفظه كل يوم يأتي دور التمرين والإعادة. ويلزم الحافظ أن يقرأ محفوظاته كل يوم على شخص آخر ينظر في المصحف الشريف لينبهه إلى ما قد يحصل له من أخطاء كي يتلافاها. وهنا يتجلى دور “الرفيق والمساعد”، فإذا قام شخصان بالعمل على حفظ الآيات معاً بحيث أن كلاً منهما يقرأ للآخر فإنهما سيواصلان العمل بصورة أنظم وأسرع.

 

 

الإعادة الأسبوعية
والمسألة التي تكتسب أهمية كبيرة هنا هي إعادة محفوظات كل أسبوع. فإذا لم يُعد الحافظ ما حفظه خلال أسبوع ـ كحد أدنى ـ وبصورة منتظمة ومن دون توقف، فإن الآيات المحفوظة لا تنتقل من ذاكرته قصيرة الأمد إلى ذاكرته طويلة الأمد، وإذا لم تصبح محفوظاته أمراً طبيعياً معتاداً بالنسبة إليه فإنها ستؤول إلى النسيان بعد فترة قصيرة.

ولذلك إذا كان الحافظ يحفظ في كل يوم نصف صفحة فعليه ـ كحد أدنى ـ التمرّن على ثلاث صفحات ونصف يومياً، وإذا كان يحفظ في اليوم الواحد صفحة واحدة فعليه ـ كحد أدنى ـ التمرّن على سبع صفحات يومياً مما حفظه خلال الأسبوع الماضي، وإذا أمكنه أن يستعين بشخص آخر للإعادة الأسبوعية فسيكون ذلك أفضل له.

وهذا ما يمكن أن يفعله المعلم أو الوالدان على عدة فترات وفي كل يوم بالنسبة إلى الأطفال والصغار ليأخذوا عن الطفل محفوظاته الأسبوعية. طبعاً مع إعمال الدقة اللازمة وتهيئة الأجواء للطفل لكي لا يشعر بالتعب. وهنا نؤكد ثانيةً أن من يريد لولده أن يحفظ القرآن فلا سبيل له سوى التعامل معه بلين ورفق.
بعد حفظ عدة أجزاء من القرآن، يجب إعادة المحفوظات السابقة بالإضافة إلى الإعادة الأسبوعية. وهذه الإعادة يمكن تحقيقها بعدة طرق:
1- الإعادة حفظاً.
2- الإعادة بالاستماع إلى شريط التسجيل وتكرار الحافظ.
3- القراءة على رفيق أو مساعد.

 

 

 

 

ولنشرح كلاً من هذه الطرق:

 

1- الإعادة حفظاً
يحسن بالحافظ تقسيم كل ما حفظه إلى ثلاثة أقسام متساوية. فمن حفظ اثني عشر جزءاً من القرآن مثلاً يأخذ بإعادة ثماني صفحات من بداية الجزء الأول عن ظهر قلب، وكلما واجه مشكلة أو تردد في شيء رجع إلى المصحف الشريف لإزالة ذلك. ويواصل هذا العمل كل يوم حتى ينتهي من الأجزاء الاثني عشر المحفوظة بهذا الشكل ثم يبدأ ثانيةً من الأول إلى الثاني عشر.

2- إعادة المحفوظات بالاستماع إلى شريط التسجيل وتكرار الحافظ
إلى جانب الإعادة الأولى، يلزم الحافظ أن يبدأ بثماني صفحات من أول الجزء الخامس ليسمع ترتيلها ويكررها في كل يوم، ويواصل هذا التكرار إلى آخر الجزء الثاني عشر، ثم يعود ليبدأ من بداية الجزء الأول إلى آخر الجزء الرابع… وهكذا.

3- القراءة على رفيق أو مساعد
بالإضافة إلى الإعادة الأولى والثانية، يجب على الحافظ أن يقرأ ثماني صفحات من محفوظاته على والديه أو رفيقه، ويمكن أن يبدأ ذلك من أول الجزء التاسع إلى الجزء الثاني عشر، ثم يواصل من الجزء الأول حتى يصل إلى الجزء التاسع وهكذا يواصل ذلك باستمرار. طبعاً أفضل إعادة من حيث النفع والنتائج هي الإعادة الثالثة، وإن كان يبدو أنها جميعاً ضرورية إلى حد ما. وفي الحقيقة، يجب على من يحفظ اثني عشر جزءاً من القرآن أن يتمرن على أربع وعشرين صفحة بثلاثة طرق في كل أربع وعشرين ساعة وأن يواصل ذلك باستمرار بالإضافة إلى الإعادة الأسبوعية.

أي أنه لا يعيد من موضع واحد، بل يقسّم ما حفظه إلى ثلاثة أقسام بحيث يعيد كل محفوظاته في كل عشرة أيام.
ومن الطبيعي أنه لا يمكن ذلك بالنسبة إلى الأطفال، ولذلك فهم يستمعون إلى شريط التسجيل ويكررون بإشراف المعلم أو الوالدين مرة واحدة، ويقرأون محفوظاتهم مرتين على المعلم أو الوالدين، وكما أوضحنا سابقاً يمكن تقسيم محفوظات الطفل إلى ثلاثة أقسام متساوية.

 

تنبيه ضروري
قلنا إنه يمكن تقسيم محفوظات الطفل أيضاً إلى ثلاثة أقسام متساوية كما هو الحال في الكبار، إلا أن ذلك لا يعني إلزاماً إعادة ثماني صفحات في كل مرة، لأنه لا بد من التخطيط للطفل بحسب روحيته واستعداده.

أي أنه إذا استدعى استماع أربع وعشرين صفحة من الطفل ست أو سبع فترات عمل فلا بد من مراعاة ذلك. وطبعاً كلما كان المعلم أو أحد الوالدين منظماً سيصبح الطفل منظماً أيضاً، وبعد حين ستزول عنه الأعباء من خلال الممارسة على الرغم من ازدياد محفوظاته.

 

ملاحظة مهمة
بإمكان الكبار أن يحفظوا في البداية أكثر من صفحة، إلا أن هذا لا يصح بالنسبة إلى الأطفال. فطريقة حفظ علي رضازاده ـ كما تم توضيحه في الفصول الأولى من الكتاب ـ كانت تجري بهدوء وبالتدريج. وعندما تعلّم علي قراءة القرآن بنفسه أخذ أولاً باستماع الآيات التي يريد حفظها عدة مرات وبدقة مع الترديد معها، ثم قام بحفظها بالتكرار آية آية، وأخيراً كان يجري اختبار محفوظاته عدة مرات.

 

 

كيف نحفظ الآيات المتشابهة؟

في القرآن مئات الآيات المتشابهة. ولكي لا يقفز الحافظ في تلاوته من سورة إلى سورة أو آية إلى أخرى خطأً لا بد له من أن يسجّل ملاحظة أو علامة إلى جانب الآيات المتشابهة.
كما لا بد للحافظ من أن يتمرن على تلك الآيات بدقة أكثر وانتباه إلى ما قبلها وما بعدها من الآيات. فعلى سبيل المثال الآية 57 من سورة البقرة تشبه المقطع الأخير من الآية 160 من سورة الأعراف، فإذا سجّل الحافظ في حاشية الآية 57 من سورة البقرة: “تشبه الآية 160 من سورة الأعراف” وقاس عند الحفظ والإعادة كلاً من الآيتين بالآيات التي قبلها وبعدها وقرأها على رفيقه أو مساعده، فإنه لن ينتقل من آية إلى آية أخرى.

 

حفظ رقم الآيات والصفحات
بالنسبة إلى حفظ رقم الآيات والصفحات لا بد من القول إنه غير لازم، ولكنه يعتبر أمراً كمالياً حسناً بالنسبة إلى الحافظ.
ولكي نحفظ رقم الآية والصفحة، لا بد لنا عند حفظ الآية أن نضع في بالنا الكلمات الأولى للآية ورقمها، فمثلاً يقول الحافظ في نفسه: في الصفحة 5 (سورة البقرة) الآيات 25 إلى 29:
الآية 25 وبشر الذين ءَامنوا
الآية 26 إن الله لا يستحى
الآية 27 الذين ينقضون عهد الله
الآية 28 كيف تكفرون بالله
الآية 29 هو الذى خلق لكم
وهكذا يمكن حفظ بقية الصفحات والآيات.
وأخيراً نرجو أن تكون طريقتنا في الحفظ هذه نافعة على أمل أن تكونوا من خلال العمل بها من حفّاظ القرآن الكريم. (11)


 

 

 

الصفحة الرئيسية – مؤسسة القرآن و نهج البلاغة

طريقة حفظ القرآن الكريم. طريقة حفظ القرآن الكريم. طريقة حفظ القرآن الكريم. طريقة حفظ القرآن الكريم. طريقة حفظ القرآن الكريم. طريقة حفظ القرآن الكريم. طريقة حفظ القرآن الكريم. طريقة حفظ القرآن الكريم. طريقة حفظ القرآن الكريم

المزيد: