مؤسسة القرآن و نهج البلاغة

Quran and Nahj al_Balaghah Institute

نهج البلاغة أخو القرآن

نهج البلاغة أخو القرآن
اشتراک گذاری در telegram
اشتراک گذاری در whatsapp
اشتراک گذاری در print

نهج البلاغة أخو القرآن

 

نهج البلاغة أخو القرآن: من بعد حفظ القرآن وبعض الأحاديث النبوية وخطبة السيدة الزهراء (س)، قرر علي حفظ نهج البلاغة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أيضاً.
ولم يكن حفظ نهج البلاغة بالنسبة إلى علي بالأمر العسير، ذلك أنه حمل القرآن في صدره وعرف الكلمات العربية من خلال تعامله مع كتاب الله وتدقيقه في ترجمة الآيات إلى الفارسية.

كما أن قراءته لأربعة مجلدات من مجموعة “كليد فهم زبان قرآن” (المدخل إلى فهم لغة القرآن) ساعدته كثيراً في فهم الألفاظ العربية.

وبقلب ملؤه الحب لمولى المتقين ـ الإمام علي ـ راح علي يقضي ليله ونهاره في حفظ خطب نهج البلاغة وكتبه (رسائله) وحكمه، وهو يلتذّ بكل وجوده على هذا الطريق المقدس الذي يسير عليه.
ولم يكن علي قد أنهى التاسعة من عمره عندما انتهى من حفظ نهج البلاغة بكامله. وقد كان حفظه لنهج البلاغة على درجة من الدقة بحيث عندما كان يذكر “رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام” له رقم إحدى الحِكم بحضور بعض الجامعيين، كان ينطلق لسانه فوراً بتلك الحكمة الزاخرة بالفصاحة والبلاغة مثيراً إعجاب الجميع.

 

ولكن… ما الذي دفع علياً إلى حفظ نهج البلاغة؟

كانت الساعة التاسعة تقريباً عندما بدأ برنامج “بشارت” على الهواء مباشرة من تلفزيون الجمهورية الإسلامية في إيران. كان ضيف تلك الحلقة من البرنامج في الثامنة والنصف من عمره وهو حافظ للقرآن الكريم بكامله ولنهج البلاغة. سأل مُقدّم البرنامج وقد غمره السرور علياً ـ الذي كانت تصل أصابع قدميه بصعوبة إلى الأرض وهو يجلس على الكرسي ـ عن دافعه إلى حفظ نهج البلاغة.
وهنا أجاب علي وهو يطرح كلاماً قيّماً للإمام الخميني (رحمه الله):
يعتبر نهج البلاغة ـ من بعد القرآن ـ أعظم منهج للحياة المادية والمعنوية وأرقى كتاب لتحرير البشرية، وتعاليمه المعنوية والإدارية أعظم سبيل لإنقاذ الإنسانية.
وقد قدّم علي رضازاده ـ وهو تلميذ المدرسة الخمينية ـ برامج تلفزيونية متعددة تناول فيها أحداث نهج البلاغة وموضوعاته. فكانت مشاهدة هذا الأستاذ الصغير تسترعي انتباه أي مشاهد وتثير في كل إيراني الشعور بالفخر والاعتزاز.

كان علي يحكي قصص نهج البلاغة ويوضح العبر والدروس التي تُستخلص منها واحدة واحدة بأسلوب لطيف وفي غاية السهولة والوضوح. فكان لإذاعة هذه البرامج دور كبير في جلب انتباه المشاهدين من الأُسر ـ ولا سيما الأطفال ـ إلى مفاهيم نهج البلاغة، الكتاب الذي ارتوى صاحبه من معين القرآن الكريم.

من بعد حفظ نهج البلاغة

و من بعد حفظ نهج البلاغة، أخذ علي يرتقي في مدارج العلم، فراح يستعين في تفسير كلام الله بكلام الإمام علي (ع) في نهج البلاغة، فاستطاع بذلك أن يشدّ قلوب السامعين إلى كلام أمير المؤمنين في خطبه وكلماته.

كما أنه أخذ يكشف بوضوح عن الترابط القائم بين كتاب الله ونهج البلاغة.

 

وبعد هذا لم يعد علي مجرد حافظ للقرآن، بل قطع أشواط العلم والمعرفة واحداً بعد آخر من خلال معرفته بالترجمة ومفاهيم القرآن، والأحاديث النبوية، ونهج البلاغة، وكذلك بكثرة القراءة والبحث، إلى أن تأهّل لنيل شهادة الدكتوراه.
فقد نال هذا البرعم ـ الذي يُشعرنا بالفخر والاعتزاز ـ شهادة دكتوراه الإبداع من سوريا عام 2001م، حيث أقام له أساتذة بارزون من سوريا اختباراً جامعياً في أربع جلسات متتالية دامت نحواً من عشر ساعات. و كذا أجاب عن أسئلة عميقة شاملة في جامعة دمشق بحضور طلاب الجامعة، فخرج في إجاباته مرفوع الرأس واستحق بذلك درجة الدكتوراه. وقد كانت محاور هذا الاختبار تدور حول:

1 ـ حفظ القرآن الكريم.
2 ـ موضوعات القرآن والحديث.
3 ـ مفاهيم القرآن ونهج البلاغة.
4 ـ التطبيق والمقارنة بين الآيات والروايات.
5 ـ حفظ نهج البلاغة.

 

ومن المؤكد أنه لا يوجد في العالم الإسلامي طفل بعمره نجح في حفظ القرآن ونهج البلاغة معاً، و لا سيما مع القدرة على الخلق و الإبداع في طرح الموضوعات المتشابهة.
وقد كان لمنحه هذه الشهادة من قبل المحافل العلمية الدينية في سوريا أصداء واسعة اعتُبرت افتخاراً كبيراً بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وللسائرين على خط الإمام الخميني (رحمه الله).
ولنختم فصلنا هذا بفقرة من نهج البلاغة حول القرآن الكريم.

 

 

يقول الإمام علي (ع):

أرسله على حين فترة من الرسل وطول هجعة من الأمم، وانتقاض من المبرم، فجاءهم بتصديق الذي بين يديه، والنور المقتدى به. ذلك القرآن فاستنطقوه، ولن ينطق، ولكن أخبركم عنه: ألا إن فيه علم ما يأتي، والحديث عن الماضي، ودواء دائكم، ونظم ما بينكم. (1)

——————————
(1) نهج البلاغة، الخطبة 158

 

 

 

الصفحة الرئيسية – مؤسسة القرآن و نهج البلاغة

نهج البلاغة أخو القرآن. نهج البلاغة أخو القرآن. نهج البلاغة أخو القرآن. نهج البلاغة أخو القرآن

المزيد: