مؤسسة القرآن و نهج البلاغة

Quran and Nahj al_Balaghah Institute

الحکمة 6 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)

الحکمة 6
اشتراک گذاری در telegram
اشتراک گذاری در whatsapp
اشتراک گذاری در print

الحکمة 6 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)

 

 

الحکمة 6 : حقیقة الأعمال

 

 

و قال أمیرالمؤمنین علي علیه السلام:

مَن رَضِيَ عَن نَفسِهِ کَثُرَ السّاخِطُ عَلَیه و الصَّدَقَهُ دَواءٌ مُنجِحٌ وَ أعمالُ العِبادِ فِي عاجِلِهِم نَصبُ أعیُنِهِم فِي آجِلِهِم.

 

 

الکلمات الرئیسیة:

الساخط: الغاضب، غیر راض

مُنجِح: فاعل من أنجَحَ

عاجِلِهِم: العاجِلة: الدّنیا، الوقت الحاضر _ (عاجِل+هم): دنیاهم

آجِلِهِم: آجِلة: الآخرة _ آجِل: متأخِّر، مؤخَّر _ (آجِل+هم): آخرتهم

 

 

 

زبدة الحکمة السادسة

یقول الإمام علي علیه السلام، في هذا البیان، أن ثمرة الإعجاب بالنفس و الغرور هي ازدیاد المخالفین و الأعداء. و یقول علیه السلام، أن الصدقة دواء تؤدي إلی الصّحة و تنقذنا. و في آخر البیان، یشیر علیه السلام إلی تجسید الأعمال یوم القیامة و یقول: ستجعل أعمال الناس في هذه الدنیا، أمام أعینهم في الآخرة و لن یضیع عمل من أعمالهم.

 

 

 

 

ملاحظات:

1. للعجب أنواع، أحدها الإعجاب بالنفس. وفقا للروایات، قد اعتبرت هذه الصفة، من الأضرار المهلکة. لا یمتلک هذا الشخص، شعبیة عند الآخرین؛ لأنّه:

  • ینظر للآخرین بنظرة الإستهانة و التحقیر؛
  • یری قدره و مکانته أعلی مما هو شأنه الحقیقي و لا یری عیوب نفسه و یلجأ إلی التبریر، بدلاً من قبول خطایاه. و یشعل غضب الناس بهذه السّلوک.
  • لا یری الناس أصحاب حق أو ذوي شأن، لأنّه یری نفسه أحسن و أکمل من غیره. و لا یقبل أن یؤدي حقوق الناس.

 

2. قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: «داوُوا مَرضاكُم بالصَّدَقَةِ».

الدلیل علی هذا الأمر هو أن الشخص الذي یعطي الصّدقة، یحلّ مشکلة أحد بهذا الفعل، فالله سبحانه و تعالی یرفع عنه بلاؤه في هذه الدنیا. و کذلک في الآخرة، ستخفف الصدقة من العذاب الإلهي أو ترفعه. الصدقة لیست دواءا للأمراض فحسب، بل هي دواء لکثیر من البلاءات و المحن.

فهي حسب الروایات، تَقي میتَة السَّوء، تطفئ غضب الربّ، تمحو الذنب العظیم و تهوّن الحساب. فلهذا قال الإمام علیه السلام: الصّدقة دواء منجح.

 

3. بتصریح من الآیات و الروایات، یری المحتضر في لحظة إحتضاره(قبل أن یموت)، کل الأعمال التي قد فعلها طیلة حیاته. و کأنّه في لحظة، یطرح الحجاب و یصبح اتّساع نظره أکثر عند الموت کالذي هو محیط بأطرافه من فوق الجبل. و کذلک الأمر، یوم القیامة: «لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ».

تدل آخر عبارة من هذه الحکمة المنوّرة علی أن لأعمال الإنسان تجسیداً و کل عمل، خیراً کان أم شرّاً، سیتجسّد وفقا لذاته و أمام مرأی الإنسان «يَوْمَ‌ تَجِدُ کُلُ‌ نَفْسٍ‌ مَا عَمِلَتْ‌ مِنْ‌ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ مَا عَمِلَتْ‌ مِنْ‌ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَ‌ بَيْنَهَا وَ بَيْنَهُ‌ أَمَداً بَعِيداً وَ يُحَذِّرُکُمُ‌ اللَّهُ‌ نَفْسَهُ‌ وَ اللَّهُ‌ رَءُوفٌ‌ بِالْعِبَادِ»؛ علی سبیل المثال: ستتجسّد صورة الغیبة، مثل أکل لحم الأخ المؤمن، أو مثلاً ستتجسّد صورة الرّبا و أکل مال الیتیم، مثل أکل النّار.

 

 

 

الرسائل:

1. فلنعتبر «التّصدّق في سبیل اللّه»، سببا مؤثرا لعلاج الأمراض و دفع المحن و المضایق، و وسعة المال و طول العمر و المیتة الحسنة و تیسیر الحساب و رضی الله عزّوجلّ.

طبعاً لیست الصّدقة في الجانب المالي فقط، بل کل عمل خیر و کل مبادرة بناءة و کل فعل إیجابي و مثمر في حق الآخرین، یعتبر من مصادیق الصدقة. و کذلک نشر العلم و توسیع المعرفة

البشریة و ترویج المعارف الدّینیّة، مصادیق زاهرة من تعمیم و توسیع الصدقة في مکتب الإسلام.

 

2. إذا علمنا أننا أمام الکامرات و أنّه سوف تشاهد تصرفاتنا و أعمالنا مرة أخری، سنتصرف بتمعّن و تأمّل و حذر. إذن إذا کان الأمر أن تکون کل أعمالنا أمام أعیننا في الآخرة، علینا أن ندقق بالنسبة لکل من أعمالنا و تصرفاتنا و أن نجتنب کل خطأ.

 

3. علی المسلم الحقیقي أن یحسن الظنّ بالله و یسوء الظنّ بنفسه دائماً. (لا أن یسوء الظنّ بالله و یحسن الظنّ بنفسه و یکون راضیاً عن أعماله)

 

 

التقييم الذاتي

الآن يمكنك الإجابة على الأسئلة التالية:

1. لماذا لا یمتلک الشخص المعجب بنفسه، شعبیة و حظوة عند الآخرین؟

2. ما هو السبب بأنّ الصّدقة تؤدّي إلی علاج الأمراض؟

 

 

 


الحکمة 5 _ الطریق المضيء في تفسیر الحکم لنهج البلاغة للإمام علي (ع)

الحکمة السادسة – الإعجاب بالنّفس – الساخط – الصدقة – المتصدّق – دواء – أعمال العباد – الدنیا – الآخرة

الحکمة 6 _ نهج البلاغة _ الطریق المضيء

المزيد: